تعريف جغرافية الأرياف

تعريف جغرافية الأرياف


جغرافية الأرياف علم يهتم بدراسة الأرياف وأنشطتها الإقتصادية وكيفية توزيع  المباني فيها وعلاقتها بالمدن وتطورها عبر الزمان والمكان و تأثيرها على  المدينة أو العكس والهجرات منها وإليها وهي جزء من جغرافية السكان وجغرافية الفلاحة حيث تتركز غالبية الأنشطة الفلاحية بالأرياف التي تعد المزود الرئيسي للمدن باحتياجاتها الغذائية وفي الصناعة والتجهيز المنزلي اتجاه سكان العالم حاليا يربو نحو سكنى المدن في مختلف الأقطار، يقابله تناقص في نسبة سكان الريف، مما يوحي بأن سكان العالم في طريقهم ليتحولوا جميعاً إلى سكان مدن. ولا تظهر الفروق واضحة بين المدن والريف إلاّ في أقصى درجاتكل منها، حيث يوجد في العادة استمرارية، ولا يوجد انتقال مفاجئ من أحدهما إلى الآخر، ولكنه انتقال تدريجي بين الريف والحضر -المدن-، كما أنه ليس هناك تمييز واضح بين المحلات العمرانية الريفية سواء بين -الدوار-أو-العزبة- والقرية ، وبصفة عامة فإن القرية أكبر في الحجم من العزبة من حيث الكتلة السكنية والسكانية، إضافة إلى أنه توجد بها وظائف ومراكز خدمية لا تتوافر في العزبة مثل مكتب البريد والمدرسة الإعدادية (المتوسطة). وتنقسم مراكز العمران الريفي حسب النشأة إلى نوعين، مراكز مؤقتة (غير مستقرة) وترتبط بالمجتمعات البدائية، مثل جماعات القنص والرعاة مثل جماعات الإسكيمو في النطاق القطبي، وجماعات الهنود الحمر في أمريكا الشمالية، وجماعات البدو، ويرجع العمران غير المستقر إلى ظاهرة الانتقال الفصلي ، ومراكز ثابتة  و ترتبط بمجموعة من العوامل الجغرافية، أهمها تزايد السكان في رقعة ما، تتسم بتوافر البيئة الصالحة لإنشاء هذا النوع من المراكز، وهي تنقسم إلى قرى  منعزلة وتوجد عادة حيث الملكيات الزراعية الواسعة، أو في المناطق التي لا  تسمح فيها موارد المياه بوجود مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية. أو في المناطق الجبلية، إذ تنتشر في الأقاليم الجبلية في حوض البحر المتوسط كما  في لبنان، والجزائر، والمغرب. وقرى متكتلة، وهي تمتاز بكثرة عدد السكان  و تنتشر في بيئات الحضارات الزراعية القديمة في السهول الفيضية، لذا فهي تنتشر في الريف المصري والعراقي والهندي، وغالباً ما تتركز المنطقة المبنية من القرية في كتلة واحدة، بينما تكون الأراضي الزراعية خالية من المساكن تقريباً.

التوزيع العددي لسكان الريف:

يقصد  بالتوزيع العددي، حجم سكان الريف في المناطق والأقاليم المختلفة أو أعداد سكان الريف الذين يتواجدون في منطقة جغرافية محددة وفي وقت معين والطريقة التي ينتشرون بها في ذلك الحيز المكاني.  وتكمن أهمية البيانات الخاصةبهذا التوزيع في عملية تحليل التفاعل والترابط بين مكونات البيئة الطبيعية والبشرية والعمل على تنمية الموارد الطبيعية والبشرية بواسطة خطط التنمية. و يتم تمثيل التوزيع العددي على خرائط. وقد حرص الجغرافيون على وجودها وإعطائها الأهمية التي تستحقها لما لها من أهمية في تحليل عملية التفاعل بين الإنسان وموارد بيئته.

التوزيع النسبي :

يقصد بالتوزيع النسبي لسكان الريف، نسبة سكان الريف في الوحدة الإدارية (جهة،  ولاية، إقليم، منطقة)من إجمالي السكان في تلك الوحدات الإدارية وقد تتباين هذه النسب تبعا للزمان والمكان، حيث توضح النسب أهمية المكان وتطور تلك الأهمية مع الزمن. لذلك فان مهمة الجغرافي تحليل وبيان أسباب تطور تلك الأهمية وبيان مدى التباين الجغرافي اعتمادا على أعداد السكان ونسبهم وفقا للتعدادات المختلفة.

الكثافة الريفية وتوزيعها:

الكثافة الريفية هي نسبة سكان الريف (أو نسبة السكان الزراعيين ) إلى المساحة المزروعـة  فعلا.وهذه الكثافة أكثر دقة من الكثافة العامة لأنها تحسب للمساحات المزروعة فعلا و تهمل المساحات الأخرى و يمكن تقسيمها إلى ثلاثة مستويات وكما يأتي:
1- المستوى الأول عالية الكثافة أكثر من 450 نسمة / كم2.
2- المستوى الثاني متوسطة الكثافة من 200-450 نسمة /كم2.
3- المستوى الثالث قليلة الكثافة اقل من 200 نسمة /كم2 .

لنلق نظرة عن جغرافية الريف خصوصا بالمغرب من الناحيتين الاقتصادية و الاجتماعية فمن ناحية الأنظمة الإنتاجية الموطنة و دينامية المجال الريفي:نقول أن النظام  الإنتاجي الموطن هو ترجمة لظوهر لصيقة بالتنمية الاقتصادية و الاجتماعية  داخل المجال الريفي، فعدة مقاطعات صناعية كبيرة بإيطاليا كانت في الأصل  مشاريع صغيرة ابتكرها فلاحون صغار لمحاربة الدخل المحدود من الفلاحة،  فتطورت و أعطت تلك النتيجة، و منها بلابيا و لوكو و براتو و فلا، إننا أمام مفهوم اقتصادي في الأرياف، فتوفر اليد العاملة و الأرض بأثمنة رخيصة و تنظيم  لتعددية ألأنشطة في إطار عائلي و الذي أعاد هيكلة مفهوم الدخل المحلي  بالأرياف، فأصبحت للفلاحة علاقة وطيدة بالصناعة، مما دفع بالدولة لتأييد الفكرة لم لها من جيد على التنمية الاقتصادية، فشجعت كل المبادرات الرامية إلى زرع الأنشطة الغرر فلاحية عن طريق الجمعيات و القروض الصغرى و خلق استثمارات مهمة، ففي جهة سوس ماسة درعة فإن مجموعات قروية تقوم باستثمار مجموعة الموارد المحلية مستغلة في ذلك التركيب المجتمعي داخل محاطاتها، وسط طبيعي ملائم، ووجود يد عاملة ، و استقرار من القدم، و تقليد قديم في التهيئة الزراعية و الحياة الاجتماعية، و مؤهلات اقتصادية و مهارات موروثة، إذن  هنالك أشياء ستمكن من تغيير دينامية الأرياف القديمة، و مثال ما أعطت لنا التغيرات بها تجربة الإنتاج الحليبي بنفس الجهة، كما لهذه المناطق فرص كثيرة لتطوير إنتاجها عن طريق طرق متعددة منها السياحة و كذا الصناعة.

للتحميل من هنا:

أو


ليست هناك تعليقات