الرباعي المغربي: المحاضرة الأولى - ذ.ملين أحمد محي الدين



1.   تقــــــديم عام

2.   حدود بين الزمنين الثالث و الرابع
   1.2  البنـــــائية الأطلسية
   2.2  التطور القاري
   3.2  المرحلة الفيلافرونشية

3.   الرباعي القاري :
   1.3  العوامل المسؤولة عن تشكيل الدرجات النهرية
   2.3 كرونولوجية الرباعي القاري
   3.3  آليات التشكيل

4.   الرباعي البحري
  1.4 آليات التكوين المستويات البحرية
  2.4 كرونولوجية الرباعي البحري
  3.4 التباينات الوحدات البنيوية الكبرى
5.   التوضعات الكربوناتية الثانوية
 1.5 القشرات الكليسية و آليات تشكيلها
 2.5  الرصراسة
 3.5 الفليس
________________________________
تقــــــديم عام :

    يعتبر الرباعي الفترة الزمنية الأخيرة من السلم الجيولوجي والتي لم تدم سوى فترة وجيزة تتراوح بين 3 و 4 ملايين سنة قبل عصرنا هذا، هذه الفترة لا يمكن مقارنتها مع باقي الأزمنة الجيولوجية السابقة لأنها قصيرة جدًّا، ومع ذلك فهي جديرة بالاهتمام لما يميزها من أحداث سواء ما هو مناخي، أي التغيرات المناخية المتتالية، أو بظهور الإنسان.
اعتمد الباحثون في فصل الزّمن الجيولوجي الرابع عن الزمن الثالث بسبب التغيرات الّتي حصلت على الوحيش القارّي وخاصّة الثدييّات، وكذا بسبب التغيّرات المناخية المهمّة، والتي كان لها الأثر الكبير على التبريد الواضح للمحيطات، إضافة إلى توالي لفترات جليدية مصحوبة بتقدّم العمامات الجليدية نحو العروض الوسطى، وأخرى بيجليدية تتراجع على إثرها العمامات لتنحصر في الدوائر القطبية والعروض العليا.
على خلاف الأزمنة الجيولوجية الأخرى فحدود الزمن الرابع غير مضبوطة إذ أنّ حدوده الدنيا قابلة للتّمدد ومع ذلك فالزمن الرابع حافل بالمعلومات والأحداث، خاصة وأنّ أغلبية البقايا الإِحَاثِيَة والتّوضّعات لا زالت محفوظة وهي بذلك تشكِّل للدّارس مادّة أوّلية ذات أهمّية قصوى لأنّها تبرز ما حصل في الماضي.
إذا كان علماء الجيولوجيا يهتمون بالأزمنة الجيولوجية: الزمن الأول والزمن الثاني والزمن الثالث، فإنّ الجيومرفولوجيين يهتمّون بالزّمن الرابع، إنّ الهدف من دراسة الزمن الرابع يتمثّل أساساً في معرفة الآليات التي كانت مسؤولة عن تشكيل التضاريس، لهذا فتفكيك الأشكال وتحليلها وإعادة تركيبها يساعد في تفسير مختلف الآليات المسؤولة عن التشكيل بالاعتماد على الدّينامية الحالية الخارجية منها والباطنية، غير أنّ تتبّع أشكال الدّينامية الحالية لا تكفي لتفسير ما وقع في الماضي لكونها لا تأتي إلاّ بتغيّرات بسيطة بالكاد تكون محسوسة وأيّ تغيّر في الأشكال يتطلّب وقتاً طويلاً لهذا فكلُّ الأشكال التّضاريسية الحالية تعتبر موروثة عن الفترات السابقة، وما دامت هي كذلك فمن الواجب التّعرّف على الدّيناميات الّتي ساهمت في نشأتها.
يتمثل الاختلاف الثاني للزمن الرابع  عن باقي الأزمنة الأخرى بحيث تكون هذا الأخيرة تعتمد في تأريخها على علم الإحاثة و هو علم يهتم بدراسة التطورات التي طرأت على مختلف الأحياء الحيوانية و النباتية في المقابل يعتمد في تقسيم الرباعي على تعاقب الفترات الجليدية و البي جليدية و التي لها ارتباط بالتغيرات المناخية و نحن نعلم أن أي تغيير مناخي يكون له تأثير على الطبيعة الرواسب و المواد المهيأة و على النباتات و الأحياء .
طبعت بداية الزمن الجيولوجي الرابع انحصار للعمامات الجليدية في منطقة القطبية و مع تقدمه نحو العروض الوسطى تغيرت ظروف عيش الحيوانات و النباتات فتحركت الحيوانات في هجرتها نحو الجنوب أي نحو ظروف مناخية أكثر تكيفا و اعتدالا كما هاجرت النباتات مواقعها الأصلية  بحثا عن  أماكن تلائم ظروف عيشها الأولى لكن بعد تراجع الجليد خلال الفترات البيجليدية انقرضت بعض الأنواع الحيوانية و النباتية لكن المختلفة عنها هاجرت إلى أماكنها الأصلية.

لتحميل باقي المحاضرة:

هناك تعليقان (2):