محاضرات: علم الاجتماع - ذ.مصطفى شباضة - الفصل الثالث
تقديــم:
تكتسي الدراسات السوسيولوجية – خصوصا في عصر التحولات الكبرى التي تشهدها جلَ المجتمعات – أهمية قصوى، ففي ظلَ التغيرات المتسارعة وما تطرحه من مشاكل وتحديات أدرك المسؤولون بأن فهم قوانين التطور والتغير أمر حتمي للمساهمة في بناء المجتمع.
إن أهمية علم الإجتماع تنبع من كونه يسعى إلى إثارة الاهتمام بالوقائع والاتجاهات الإجتماعية المختلفة والمؤثرة في السلوك الإنساني. كما أن الرغبة المتزايدة في إعادة تشكيل الواقع الإجتماعي والتخطيط من أجل التقدم هو أمر يتطلب معرفة دقيقة بالواقع الإجتماعي والقوانين الإجتماعية التي هي من صميم اهتمام علم الإجتماع والمختصين فيه، فهذا العلم يسهم بمناهجه في تحليل وتشخيص المشاكل الإجتماعية الحادة في المجتمع كما يقترح لها الحلول المناسبة. وإذا كانت المجتمعات حاليا أضحت غير متجانسة بل معقدة في تركيبها الإجتماعي وعاداتها وتقاليدها فإن ذلك يفرز تنوعا وتعدداً في المشاكل الإجتماعية التي لم تكن معروفة من قبل ولعل هذا هو سرَ الاهتمام المتزايد بعلم الإجتماع، ففي محاولة بناء الدولة العصرية يساهم كل علم في رفع عجلة التطور، ولهذا يحاول علم الإجتماع بدوره أن يدرس العلاقات الإجتماعية والمشاكل الإجتماعية التي يعرفها المجتمع، كذلك يقوم بدراسات أساسية حول التنمية وتحديث وتوجيه مسار التطور. فمن الممكن أن تقام على قواعد علم الإجتماع دراسات وبحوث تساعد في الوصول إلى ما ينبغي عمله في محاولة لإصلاح ما هو معتل داخل المجتمع أو من بعد رسم خطط وتصميمات الإصلاح والتدبير.
Téléchargement:
التعليقات على الموضوع