محاضرات الرباعي المغربي: الدرجات النهرية - ذ. ملين أحمد محي الدين - الفصل الخامس
الرباعي المغربي - الدرجات النهرية -
تقديــــــــــم:
يعتبر الرباعي الفترة الزمنية الأخيرة من السّلم الجيولوجي، والتي لم تدم سوى مرحلة قصيرة تتراوح بين 3 و4 مليون سنة قبل عصرنا هذا، هذه الفترة لا يمكن مقارنتها بالأزمنة السابقة لأنها فترة قصيرة جدّا، إلاّ أنها فترة جديرة بالاهتمام، لكونها عرفت ظهور الإنسان إضافة إلى التغيرات المناخية التي شهدتها.
فُصِلَت الفترة الرباعية عن الزمن الثالث بسبب التغيرات التي عرفها الوحيش القارّي وأيضاً بفعل التغيرات المناخية والتبريد الذي عرفته المحيطات، وانطلاق توالي فترات جليدية وأخرى بَيْجَلِيدِيَة.
أثار تحديد الزمن الرابع خلافاً بين الباحثين حول بدياته على الرغم من غزارة المعلومات المتوفرة بخصوصه، والتي يرجع الفضل فيها إلى بقايا الإحاثة التي لا زالت محفوظة.
إذا كان علم الجيولوجيا يهتمّ بالأزمنة: الأول، الثاني والثالث، فإنّ الجيومرفلوجيا تهتمّ بالزمن الرابع.
يتمثّل الهدف من دراسة الزمن الرابع أساساً في تتبع مراحل تطوّر الأشكال التّضاريسية، وتعريفها وتفسيرها اعتماداً على الدينامية الحالية الخارجية منها والباطنية، غير أنّ الاعتماد على الدينامية الحالية يبقى غير كافٍ لكونها تأتي بتغيراتٍ بسيطة وغير ملموسة لأنّ ذلك يتطلّب وقتاً طويلاً. فجلّ الأشكال التضاريسية الحالية موروثة عن الماضي، وما دامت كذلك لابدّ من التّعرّف على الدّيناميات التي كانت مسؤولة عن تشييدها وتطوّرها.
يُعتمدُ في فصل الزمن الرابع عن باقي الأزمنة الأخرى بالاعتماد على علم الإحاثة، أي دراسة مختلف التّطوّرات التي طرأت على الأحياء.
يعتمد التقسيم الأساسي الرباعي على تعاقب الفترات الجليدية والبيجليدية، ولهذه التعاقبات المناخية تأثير على الإرسابات والأحياء والنباتات، ففي الفترات الأولى تزحف العمامات الجليدية على المناطق القريبة من القطب ومع تقدّمه نحو العروض الوسطى تتغيّر ظروف عيش الأحياء النباتية والحيوانية، في المقابل تستقرّ المناخات المطيرة في المناطق المتوسطية أمّا في الحالة البيجليدية، يقع تراجع العمامات الجليدية نحو القطب فتهاجر بعض الحيوانات وتنقرض أخرى كما تبحث النباتات عن ظروف مناخية تلائم ذروتها.
Téléchargement:
التعليقات على الموضوع