دينامية المجال الرّيفي


دينامية المجال الرّيفي

تقديم عام:

     *            أهمية دراسة المجال في الدراسة الجغرافية:

تعتبر دراسة المجال الجغرافي من الإنشغالات الأساسية في الفكر الجغرافي الحديث، فالمجال الجغرافي ليس مختبراً حقيقياً و مفتوحاً للدِّراسات في علم الجغرافيا. و قد زادت أهمية هذه الدراسات بانفتاح الجغرافية على علوم أخرى لها علاقة بالمجال و الإنسان، ساعدت كثيراً على تشخيص حالة الإختلالات المجالية و العلاقات بين المجال و الإنسان.
المجال الجغرافي هو مجال تداخل و تفاعل بين مجموعة من المكونات الطبيعية فيما بينها من جهة ( التربة – التضاريس – المناخ) و المكونات البشرية من جهة ثانية ( التاريخ – الديموغرافيا ... إلخ). و لا تقف مهمة الجغرافي عند عملية الوصف و التشخيص فقط، بل تتعدّاها لتشمل المشاركة في إعداد هذا المجال و تهيئته و تنظيمه و أيضاً المساهمة في تدبيره.

     *            ما هو المجال الريفي؟

يستعمل مصطلح المجال الريفي كمرادف للبادية، أي تلك الّتي تمتد فيها الحقول الزراعية و المراعي المختلفة. بعض المدارس الجغرافية تعتبر المجال الريفي كل المجالات غير الحضرية، بمعنى آخر في مقابل المجالات الحضرية المحددة قانونياً هناك مجالات أخرى غير حضرية. بصفة عامة، هناك ثلاثة معايير للتصنيف ما بين المجال الريفي و المجال الحضري: المعيار الوظيفي – المعيار الإداري أو الإحصائي – المعيار الإجتماعي.
§         المعيار الوظيفي: نقصد به الأنشطة الأساسية  الّتي يقوم بِها الإنسان، في السابق كن السكان القرويون يعيشون في البادية من خلال النشاط الفلاحي كنشاط أساسي، هذا الأمر تغير في الدول المتقدمة صناعياً حيث حدثت تحولات عميقة مسَّتْ نظام توزيع العمل بفعل المكننة مِمَّا أدَّى إلى إفراط المجالات القروية من ساكنتها، خاصة النشيطة. و لهذا فتحديد حدود المجال الريفي و الحضري أصبحت صعبة في هذه الدول بفعل التّداخل الحاصل في الأنشطة بينهما.
§         المعيار الإداري/ الإحصائي: المغرب يعتمد على تصنيف إداري إلى مجالات حضرية و مجالات قروية. هذا التصنيف هو الّذي نميز من خلاله بين السكان الحضريين و السكان القرويين، أي السكان الذين يقيمون بالمجالات القروية.

§         المعيار الإجتماعي: و يتعلّق بتوزيع البنيات و التجهيزات الأساسية و الإجتماعية و نظام العيش بين المجالين الريفي و الحضري.
لتحميل المحاضرات بصيغة PDF يكفي الضغط على الصورة أسفله:
 دينامية المجال الرّيفي

ليست هناك تعليقات